لدينا جميعا مشاكل مع انفسنا في اوقات معينة من حياتنا، وربما نشعر بالضيق تجاه انفسنا او الاعتقاد انها ليست جيدة بما يكفي ثم تبداء معاناه التعامل الصعبه مع ذات النفس، التي تؤدي في النهاية الى عدم الشعور بالرضا عن نفسك.
ان الناس المؤثرة على شعورنا تجاه انفسنا مثل الاباء والأمهات والمعلمين وغيرهم ، عندما يركزون على ما هو جيد في تصرفاتنا فإننا نشعر بالرضا عن نفسنا، وعندما نرتكب الاخطاء في حقهم يتحلون بالصبر، فنتعلم كيف نتقبل انفسنا، وعندما يكون لدينا اصدقاء نتعايش معهم، نشعر بالترحاب.
ولكن، اذا كان التأنيب اكثر من الثناء فمن الصعب ان تشعر بالرضا عن نفسك، ناهيك عن اغاظة النفس وايذاء احترامها من خلال الاشقاء والزملاء، فتصبح الكلمات القاسية جزاءا من تفكيرك، ثم تبداء الكلمات القاسية كصوت يلعب في رأسك عن شعورك تجاه نفسك وتقول لها “انا فاشل” او “انا لن اصنع شيئا مطلقا” او “انا ضائع”
ان حب واحترام الذات هو بداية تطوير الذات يقول علماء التنمية البشرية (لايف كوتشينج) عليك ان تحب نفسك اولا، حتى تؤمن بها وتعرف كيف تشعر بالحب والقبول وتتعلم كيف تفخر بما تفعله، فالانسان اليائس هو انسان لا يحب نفسه ولا يسعى الى تطويرها لانه يشعر بالضيق وينظر دائما لنصف الكوب الفارغ.
عندما بدأت في الكتابه على موقع عقل المهندس الجودة او كيف تصبح مهندس فكان الهدف الاساسي منها هو تطوير نفسي في التفتيش الهندسي وشبكة انظمة الجودة بأكملها وانقل خبراتي الى اي شخص يسعى الى التقدم في حياته بطريقة اكثر عمليا ومجانا وكان السؤال الذي راودني هو كيف يمكن ان اتقدم في عملي؟ وكانت الاجابه ببساطة ابداء صفحة جديدة مع نفسي.
من هو اللايف كوتشنج او مدرب التنمية البشرية؟
علينا ان نتذكر اولا قبل الدخول في الموضوع ان اللايف كوتشينج (التنمية البشرية)، هو علما بداءت نشأته عندما اصبحت الناس غير قادرة على ادارة حياتها بشكل صحيح وعندما اصبحت لا تستطيع ان تربي ابنائها بشكل يجعلها راضية عن نفسها، او ربما عندما تفشل في عمل ما، ومع مرور الوقت تطورت اساليب التدريب على فنون التعايش مع الحياه واصبح كل مدرب يعمل بطريقته الخاصة ويتعايش مع كل حالة بمفردها.
لكن الحقيقة المهنة قديمة جدا وهي امتداد للطب النفسي المعاصر وان الفرق ما بين التنمية البشرية والطب النفسي هو
- ان اللايف كوتش يبداء مع الناس من الوقت الحاضر للوصول لمستقبل افضل
- الطبيب النفسي يبداء مع الناس من مراحل الماضي المتأخرة مثل (الطفولة – المراهقة) لمعرفة سبب المشكلة
وعموما اللايف كوتش بالمقارنه مع الطبيب النفسي هو شخصية بارعة حقا لان كما ذكرت لك مبدائه (بلاش نتكلم في الماضي 🙂 الماضي دا كان كله جراح) وبالتالي يعمل على تحديد افكارك واعاده ترتيبها في خطة مستقبلية مما يساعد بالنهوض لحياة افضل.
وقد نشأت هذه المهن مع اختفاء الثقة بين الناس وانغلاق المجتمعات ونقص الخبرات وعندما اصبح التفكير المحدود هو المهيمن على حياة الانسان، والسبب الرئيسي الاهتمام بشئ محدد على حساب جوانب الحياة الاخرى.
هل احتاج الى مدرب تنمية بشريه؟
اذا كنت تعتقد ان اللايف كوتش سيخرجك من الظلمات الى النور فهنيئا لك مع اللايف كوتش
كل انسان بداخله لايف كوتش قسم بها الله في كتابه وهي النفس اللوامة هذا المدرب العظيم الذي يأتي تحت ادارته الكثير من الموظفين البارعين ليس في تنمية نفسك وحسب وانما يمكنها التحكم في اداره حياة البشرية بأكملها وياتى على رأسهم:
- العقل
- القلب
- الضمير
فهناك العديد من الطرق الاخرى للتفكير في نفس ذات الاشياء التي تؤدي الى احباط نفسك على سبيل المثال “انا فاشل” ماذا لو كان التفكير ” انا لم افز هذه المرة – لكن ربما في المرة القادمة احقق الفوز” او ربما استطيع صناعة بعض التركيبات الكميائية في وقت لاحق،، هذا النوع من التفكير الاكثر تفاؤلا يساعد على الشعور بالخير وسيتحول الى حقيقة مع مرور الوقت.
وعندما يعتمد الصوت الموجود برؤسنا على بعض الكلمات القاسية حينما قالها لنا الأخرون في الاوقات الصعبة التي واجهتنا خلال مسيرتنا قد يؤدي ذلك الى التعامل السيئ مع النفس وبالتالي يجب علينا ان نتعلم كيف نفكر بطريقة افضل في انفسنا وان تصبر.
وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ ۚ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ
من الجميل ان تبداء الان في تنمية مواهب مدرب التنمية البشرية بداخلك وتعمل على خلق بيئة من شئنها العمل على تدريبك فنون الحياة بدلا من الاعتقاد ان اللايف كوتش هو اكسجين حياتك.
تطوير الذات وتطوير النفس
لا احد يعلم النفس البشرية سوى خالقها ومن حسن الحظ لدينا ما يكفي من المعلومات عن هذه النفس وكيفية التعامل معها وكيفية اصلاحها وتطويرها لكن اذا كانت النتائج تشير الى الابتعاد عن التعاليم الربانية عن تقويم وتهيئة الذات الى القوام الصالح فستحصل ايضا على ماذا تريد سواء على المدى القصير او المدى البعبد!
يقول الحق تبارك وتعالى” كُلا نُمِدُّ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا “
عموما نقدر نقول ان القصة منتهيه وإن العمل على أي شيئ بإجتهاد واتباع اسبابه ستحصل عليه، وحتى يتم اغلاق هذه الفقرة هناك عاملان اساسيان على سبيل المثال:
- الاستعانه بالله وتوفيقه وإذنه ومشيئته ثم الاخذ بأسباب العمل.
- الاخذ باسباب العمل ثم انطلق.
عندما تكون العلاقة السببية هي المهيمنه على الموضوع لتحقيق ما اريده، هذا خارج نطاق تفكيري لانه مدى قصير
وعندما يكون الله عزوجل امامي فيما أفعل ثم اتبع الاسباب والمعطيات فانا اعبر بنفسي بسلام من الدنيا الى خالقها. وكم ارجو نهاية سعيده على المدى البعيد
وتلك وجه نظري الخاصة بدون تعليق “السلام علينا جميعا باذن الله”
ان الله عزوجل قد اعطانا كثير من المعطيات عن انفسنا وعن العلاقات الانسانية المرتبطه بها مثل العمل والتفاؤل وعدم اليأس وهناك العديد من الامثله لكيفية بناء وتطوير النفس.
على سبيل المثال نتعلم ان نفعل الاشياء حتى نشعر بالرضا عن انفسنا مثل الصلاة والعبادة او القراءة و الرسم او البناء ولعب الرياضة، كتابة المقالات، ركوب الدراجات، الاستماع الى الموسيقى او عزفها، مساعده الاصدقاء، وهلما جرا من الانشطة التي يمكنك القيام بها لتفسح المجال بالشعور بالسعادة والرضا عن نفسك.
وان عدم بناء النفس بالطريقة الصحيحة يأتي من فعل الاشياء بالطرق الغير سليمة او فعلها مع عدد قليل من الجودة مما يؤدي الى ضياع فرصة مثاليه لبناء احترام الذات.
واذا كان احترامك لنفسك منخفض بادر بان تكون مع الناس الذين يتعاملون معك بشكل جيد والبعد عن الناس التي تحاول تحطيم احلامك، وكن قريبا من الناس التي تساعدك في الشعور بالرضا عن نفسك، وافعل الاشياء بطريقة صحيحة، ودائما قول لنفسك اشياء مفيدة ولا تسمع لصوت رأسك عن سلبيات نفسك وحاول مرة اخرى.
وان العطاء ومساعدة الاخرين هو واحد من افضل الطرق لبناء احترام الذات على سبيل المثال ساعد الناس بالصدقة المالية او بتعليمهم ما يفيدهم في حياتهم العملية او تدريس بعض الطلاب مجانا، كن لطيفا مع الناس وكن عادلا ومنصفا للحق ومع مرور الوقت ستزيد الثقة بالنفس وستنمو معك حتى وان كنت صغيرا.
الحقيقة الدائرة مغلقة ولن نشعر بالرضا عن انفسنا حتى وان قمنا بتطبيق كل ما جاء في هذا المقال او كتب علم النفس واتباع كل ما جاء في علوم التنمية البشريه ودائما سنشعر بالنقص الدائم في حياتنا وبرغم وجود العلم واساليب الحياه السهله الا انه يطاردنا دائما شبح الخوف.
شبح الخوف وعلاقته بتطوير الذات
للخوف اشكال كثيرة وكل شكل يعطي التفسير المناسب له، لكن الخوف هو مفتاح التطوير على سبيل المثال الخوف من اختراق المواقع الالكترونية جعلها متطورة للغاية والخوف على ارواح الناس ادى الى تطوير معايير الجودة في الصناعات وهكذا خوف الانسان ونقسمه على ثلاث محاور تطوير رئيسية:
- تطوير الذات السلبي مع تدمير الثقة بالنفس
- تطوير الذات الايجابي مع ارتفاع الثقة بالنفس
- الاستسلام للموقف (ليس موضوعنا ولن يتم مناقشته)
عندما يبداء الخوف بالتسلل الى عقولنا وقلوبنا تبداء النفس بالاستعداد التلقائي لطبيعه الخوف ثم بناء خطة للسيطرة على الموقف في اثنين من المحاور التطويرية كما ذكرنا في الفقرة السابقة، ثم يتم وضع الخطة ببراهين ومعطيات الوضع الحالي وما حققته عمليا في حياتك. وان لا تفعل شيئا فهذا معنى الاستسلام.
- على سبيل المثال “الخوف من فقدان العمل او المنصب” باختصار
تطوير الذات السلبي ياتي من عدم الاطلاع على المستجدات في مجال الاعمال المرتبط (او الخبرات المكتسبة) وتبداء النفس في وضع معايير الخطة بناء على هذا الوضع للحفاظ على المنصب باي طريقة على سبيل المثال تبداء في ( التجسس على الزملاء – تصيد اخطاء الزملاء – ازاحتهم من الطريق باساليب شيطانية وهلما جرا) ومن هذا المنطلق اصبحت النفس متطورة ومحترفة لكن مع عدم الرضا وتدمير الثقة. ثم تبداء معناه التفكير والوسواس القهري وزيادة الوزن والمشاكل النفسية والمرضية وهلما جرا.
تطوير الذات الايجابي هي نفس انسان مدرك ان الحياة اعداد وتحضير وهو بالاساس مهيئ مسبقا لهذا الموقف (او ربما متفاجئ) لكن ادراكه بالمسؤلية تبداء نفسه في وضع خطه تطوير وتحسين مستمر في مجال الاعمال المرتبط والنهاية يشعر بالرضا عن نفسه وتزداد ثقته في نفسه وقوتها. (ببساطة لانه مدرك انه سيترك المنصب بيوم من الايام) سواء سيأتي شخص ما افضل منه او ان ذات المنصب اصبح لا يرضيه.
الشعور بالخوف هو الاحساس الدائم بالمسؤلية تجاه الحفاظ على نفسك وسواء كانت في عباده الله عزوجل او تربية الابناء ومعامله الزملاء فهذا الانسان لديه خطط التحسين والتطوير على كافة المستويات بشكل دائم.
والسؤال المطروح حاليا هل انت راض عن نفسك؟ انا شخصيا لا. لماذا؟ ببساطة لاني احب نفسي كثيرا
حب النفس وتقدير الذات والانانية
ان حب نفسك يجعلك تشعر بالمسؤلية تجاه ذاتك والنهاية الحتمية هي ايجاد راحة نفسك والحرص الدائم على ان لا تعرضها للخطر مهما كانت الظروف والاسباب على سبيل المثال:
- تعبد الله عزوجل لراحة نفسك بالجنه والوقايه من عذاب النار.
- تقول قولا كريما حتى تسعدها ولا تشتمها.
- تبتعد عن المخدرات كي لا تغيبها (وتكون يقظة)
- تعتدل في العلاقة الجنسية حتى لا تمرض
- ادارة التغذية والرياضة حتى لا تسمن
- تطورها بالقراءة في العلوم والفيزياء والهندسة والجودة حتى لا تصداء وتتأكل
- تحسن اختيار شركاؤها (مثل الزوجة – الاصدقاء) او تربيتهم مثل الابناء
- تتصدق وتساعد الغير وتقول الحق.
- وهلما جرا من الامور التي تساعد بها نفسك
الحقيقة ما سبق هو تقديم بعض المساعده لنفسك ومعاونتها على تأدية وظيفتها في الحياة التي خلقت من اجلها والفرق الجوهري بين حب الذات والانانية هو اتباع نفسك فيما تشتهي على سبيل المثال اتبع نفسك في:
- افعل ماشئت مالم تضر
- اكنز الفلوس وحوش العلم ولا تساعد الغير
- اشرب خمرة ومخدرات
- اعرف بنات بعدد شعر راسك
- اكل خروف وصنية بسبوسة في اليوم
- لا تقراء وقضيها كافيهات ولف طول الليل
- اي حد في سكتك صاحبه او اتجوزه
- اعمل نفسك واسطة لشخص خايب
- وهلما جرا وطاوع نفسك.
انا الحقيقة احب نفسي كثيرا ولا ازال غير راضي عن ادائها في الحياة واحساسي الدائم بأني لم اتعلم شيئا ولازلت محتاج الى التطوير وعندما ابداء في تطوير ذاتي قبل النهاية يأتيني نفس الاحساس وابداء مع نفسي في تطوير جديد وعيد من تاني يا عم عيد 🙂
نهاية الكلام وخلاصة موضوع تطوير الذات
ان تطوير الذات هو مبداء حياة موجود منذ قديم الزمان بالتوراه والانجيل والقرأن وهو مبداء تتبناه جميع انظمة الجودة في الصناعات على سبيل المثال تحدد اهداف الجودة ان يكون هدف التطوير قابل للتحقيق وان يتم توافر المعدات والالات لتحقيق هذا الهدف ومن المستحيل ان يكون راتبك ٢٠٠٠ جنيه والهدف هو ان تركب عربيه فيراري، لكن الهدف المنطقي هو شراء فيات ١٢٨ خلال هذا العام.
لكن ممكن تبداء بمساعده نفسك بوضع خطط التحسين والتطوير وتوفير الادوات اللازمة ليرتفع راتبك من ٢٠٠٠ جنيه الى ١٠ الف جنيه خلال العام القادم على سبيل المثال تعلم برمجه التطبيقات وابداء في بناء تطبيقاتك الخاصة وبعد انتهاء الخطة قم بوضع خطط اخرى اهدافها ان تركب فيراري خلال الخمس اعوام القادمة. مع مراعاه اذا لم تكن الاهداف قابله للتحقيق لن تتمكن من رؤية كيف يتم تحقيق هذا الهدف.
يتوجب دائما ان اتذكر انني بأمر الله اصبحت شيئا مذكورا “ماذا لو لم اكن من الاساس” هذه نعمه كبيرة وفضل عظيم انه خلقني وذكرني وانه لتقدير كبير لذات نفسي مابعده تقديرات احمد الله عزوجل راجيا متمنيا منه الرحمه لي ولوالديني ولكم في الدنيا والاخرة.
شكرا لمشاركة المعلومات: